بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة الأولى: تعريف العقيدة
العقيدة لغة : مشتقة من مادة - ع ق د - وهي مادة دالة على الإحكام والشدة , كما في عقدت الحبل إذا ربطته بشدة.
وفي الإصطلاح لها إطلاقات:
الإطلاق الخاص: تطلق العقيدة أحيانا على ( مجموعة الأخبار الغيبية الواردة في الشرع نحو ما يتعلق بأسماء الله وصفاته وأحوال الملائكة ومشاهد اليوم الآخر)
الإطلاق العام: وهو الذي استقر عليه اصطلاح العلماء…. ( مجموعة المسائل الشرعية القطعية التي تميز بها أهل السنة عن سائر أهل البدع)
وبهذا نعرف ان مسائل العقيدة بالإطلاق العام.. تتسم بسمتين:
الأولى: كونها ثابتة في الشرع قطعا , مجمّع عليها بين علماء السنة بالجملة.
الثانية: كونها مما خالف فيه أهل البدع.
وهذا يشمل الأخبار الغيبية والثوابت العملية عند أهل السنة.
المقدمة الثانية: مباحث العقيدة
أولا: مصادر التلقي والاستدلال/
ويدور الحديث فيها عن مصادر تلقي الدين من كتاب وسنة وأجماع , وعن المنهج القويم في فهم نصوص الشرع وتزييف مناهج أهل الضلال في تلقي الدين وفهمه.
ثانيا: أصول الإيمان الستة/
ويدور الحديث فيها حول ما يتعلق بأسماء الله وصفاته وربوبيته وألوهيته , وما فيها من مباحث ومسائل. والحديث عن الملائكة والكتب والرسل والإيمان بالبعث وبالقدر خيره وشره , وشرح أصول أهل السنة في كل ذلك بتفصيل.
ثالثا: الإيمان/
ويدور الحديث فيه عن تعريف الإيمان , وما يترتب عليه , وبيان نواقضه ولوازمه.
رابعا: الصحابة وأهل البيت/
ويدور الحديث فيه عن موقف أهل السنة من الصحابة , وترتيبهم في الفضل والخلافة , كما يكون الحديث في أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وحقوقهم على الأمة.
خامسا: الكرامات/
ويدور الحديث فيه حول تعريف الكرامات , وما يتعلق بها من أحكام , وموقف أهل السنة منها ومن أهلها.
سادسا: الجماعة الدينية/
ويكون فيها الحديث حول تحرير مفهوم الجماعة شرعا , وحقوق أهلها.
سابعا: الجماعة السلطانية/
ويكون فيها الحديث عن علاقة الحاكم المسلم بالمحكومين , وعلاقة المحكومين به , وما لكل منهم من الحقوق وما عليه من الواجبات.
ثامنا: الجماعة العامة/
ويكون الحديث فيه عن حقوق المسلمين بشكل عام , وتحقيق مفهوم الأخوة الدينية , ونبذ ما يخالفها أو يقدح فيها.
تاسعا: سمات أهل السنة/
ويكون الحديث فيه عن السمات العامة لأهل السنة في التعبد والسلوك والأخلاق والمواقف.
المقدمة الثالثة: مراحل دراسة العقيدة
المرحلة الأولى:- التأصيل- بأن يعرف المسلم أصول اعتقاده الصحيح بأدلته التفصيلية.
المرحلة الثانية:- التصنيف- بأن يعرف الدارس الفرق المخالفة ومناهجها وسماتها وأصولها التي فارقت فيها السنة , وألقابها وأسباب انحرافها.
المرحلة الثالثة:- التفنيد- بأن يعرف الدارس شبه المخالفين لأهل السنة , وردود أهل السنة عليهم بشكل مفصل.
المقدمة الرابعة: كتب العقيدة
النوع الأول: الكتب المسندة
وهي التي ذكرت عقائد الأولين من الصحابة والتابعين وأئمة الدين , بالنقول المسندة عنهم... مثل:
أصول اعتقاد أهل السنة -الآلكائي-
الإبانة الكبرى -ابن بطة-
الشريعة - الآجرني-
السنة - الخلال-
السنة -عبدالله بن أحمد-
النوع الثاني: المتون المختصرة
وهي التي لخصت عقائد أهل السنة في جمل مختصرة.... مثل:
عقيدة السلف -الصابوني-
اعتقاد أئمة الحديث - الاسماعيلي-
أصول السنة - الامام أحمد-
لمعة الاعتقاد - المقدسي-
الواسطية - شيخ الاسلام -
النوع الثالث: الشروح
وهي التي تصدت لعرض عقائد أهل السنة بأدلتها , وشرحت مآخذهم ومقالاتهم.... وهي قسمان:
الأول: الشروح الشاملة لسائر مسائل الاعتقاد... مثل:
شرح الطحاوية -ابن أبي العز-
شرح الواسطية- لطائفة من العلماء-... ومن أنفسها: الروضة الندية -ابن فياض-
الثاني: الشروح الخاصة لمسائل محددة... مثل:
شفاء العليل -ابن القيم- في مسائل القدر.
اقتضاء الصراط -ابن تيمية- في حكم التشبه بالكفار.
فتح المجيد -عبد الرحمن حسن- في مسائل التوحيد.
النوع الرابع: الردود
وهي الكتب المختصة برد بدع المبتدع , وكشف شبهاتهم... مثل:
منهاج السنة في الرد على الرافضة -ابن تيمية-
الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية -ابن القيم-
النوع الخامس: كتب الفرق
وهي الكتب المختصة ببيان ألقاب الفرق وأصول افتراقها... مثل:
مقالات الإسلاميين -الأشعري-
الملل والنحل -الشهرستاني-
المقدمة الخامسة: أهمية دراسة العقيدة
وتتبين من وجهين:
الوجه الأول: أنها جزء من الدين , وبالتالي فكل النصوص الآمرة بأخذ الدين وتعلمه تتناول مسائل العقيدة بالأولوية.
الوجه الثاني: أنها أصل في أعمال الجوارح , بمعنى أن صلاح العقيدة يورث صلاح العمل والعكس بالعكس , وقد ضرب الله مثلا لذلك بأهل الكتاب حين قال:{ ألم تر الى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب , يدعون الى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون , ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون} " آل عمران24- 23 "
فالله عز وجل جعل افتراءهم في الدين , وفساد اعتقادهم... سببا لفساد أعمالهم وأصلا لإعراضهم.
[center]